-
Book Title: الكامل في اسانيد وتصحيح حديث ادفنوا موتاكم
-
Post Date: 2025-04-05 04:18:21
-
PDF Size: 1.07 MB
-
Book Pages: 66
-
Read Online: Read PDF Book Online
-
PDF Download: Click to Download the PDF
- Tags:
الكامل في اسانيد وتصحيح حديث ادفنوا موتاكم
More Book Details
Description of the Book:
سلسلة الكامل / 232 / الكامل في أسانيد وتصحيح حديث ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذّي بجار السوء كالأحياء من خمس طرق عن النبي وبيان الأخطاء المنكرة التي <وقع فيها من ضعّفوه
يقول المؤلف : بعد كتابي الأول ( الكامل في السُّنن ) أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها بكل من رواها من الصحابة بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، وفيه ( 63,000 / الإصدار الرابع ) ثلاثة وستون ألف حديث ، آثرت أن أجمع الأحاديث الواردة في بعض الأمور في كتب منفردة تسهيلا <للوصول إليها وجمعها وقراءتها .
_ روي أبو نعيم في حلية الأولياء ( 9174 ) عن أبي هريرة عن النبي قال ( ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذّي بجار السوء كما يتأذي الحي بجار السوء .
( صحيح لغيره ) وهو حديث مروي عن أبي هريرة وعلي بن أبي <طالب وابن مسعود وعائشة .
_ قال الإمام السخاوي في المقاصد الحسنة ( 47 ) ( لم يزل <عمل السلف والخلف علي هذا ) ، وهذا في الناحية العملية من الحديث .
_ وهذا الحديث له ( 6 ) ست طرق عن النبي ، طريق منها حسنة بذاتها ، وأربع طرق ضعيفة ، وطريق ضعيفة جدا ، ومجموع الطرق الخمسة الحسنة <والضعيفة يثبت أن الحديث لا ينزل عن درجة الحسن وأنه ولابد له أصل عن النبي .
وإن تنزلنا علي مضض شديد وقلنا الطريق الحسنة ليست كذلك وهي ضعيفة ، فما زال اجتماع خمس طرق ضعيفة للحديث يرفعه إلي الحسن وتقوي تلك الطرق <بعضها بعضا وتثبت أن الحديث له أصل عن النبي .
_ ومن المستشنع جدا عند البعض أنهم يحكمون علي هذا الحديث ليس بالضعف فقط ، بل يحكمون عليه أنه مكذوب كليا ، وهذا تعنت واضح وتعصب فادح ، وهؤلاء معلومون لا تخفي أحوالهم في الأحاديث التي من هذا النوع والتي يحتج بها <الصوفية في كثير من مقالاتهم .
فتجد هؤلاء يحبون التعنت الشديد في أحكامهم علي هذه الأحاديث ، وما كلامهم في حديث ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) ببعيد ، فرغم أن الحديث له طرق حسنة وضعيفة تقوي بعضها وترفعه إلي الصحيح ، وصححه وحسّنه كثير من <الأئمة منهم الذهبي والخلعي والسندي وعبد الحق الإشبيلي وابن السكن وغيرهم .
فإذا بنفس هؤلاء يظهرون قائلين لا بل هو حديث مكذوب كليا ! فحينها اعلم أن هذه طريقة متبعة عندهم ومنهج معروف لديهم وتعنت واضح في الحكم <علي الأحاديث وسوء أدب شديد مع الأئمة .
_ وقد صرح كثير من الأئمة المتقدمين والمتأخرين أن اجتماع عدة طرق شديدة الضعف يقوي الحديث ويرفعه علي أقل القليل إلي الضعيف فقط ، <ولاحظ أن الكلام ليس عن طرق ضعيفة بل عن طرق ( شديدة الضعف ) ،
فقالوا أن اجتماع عدد من الضعفاء جدا يخرج الحديث عن شدة الضعف ويجعله ضعيفا فقط بل وكان بعض الأئمة يدخله في درجة الحسن إن كان هناك أحاديث أخري ثابتة في نفس معناه وسيأتي بيان الفرق الكبير بين الراوي الضعيف جدا <والراوي الكذاب .
ومن أمثلة كلامهم في هذا قول الإمام السيوطي في كتابه تدريب الراوي ( 1 / 194 ) ( .. أما الضعف لفسق الراوي أو كذبه فلا يؤثر فيه موافقة غيره له إذا كان الآخر مثله لقوة الضعف <وتقاعد هذا الجابر ،
نعم يرتقي بمجموع طرقه عن كونه منكرا أو لا أصل له ، صرح به شيخ الإسلام ( ابن حجر ) قال بل ربما كثرت الطرق حتى أوصلته إلى درجة المستور والسيئ الحفظ بحيث إذا وجد <له طريق
آخر فيه ضعف قريب محتمل ارتقى بمجموع ذلك إلى درجة الحسن )
فانظر كيف يتكلم إمامان كبيران كابن حجر والسيوطي عن روايات المتهمين بالكذب والفسق قائلين أنها إن تعددت طرقها ترتفع عن كونها منكرة أو لا أصل لها وتدخل في الضعيف فقط ، بل وترقي إلي الحسن إن كان للحديث طريق ضعيفة بذاتها ، ثم يأتي اليوم أناس بمجرد أن يري أحدهم إسنادا لحديث فيه راو متهم بالكذب يصيح قائلا حديث مكذوب مكذوب
وقال الإمام العلائي في كتابه النقد الصحيح ( 24 ) ( الحكم على الحديث بكونه موضوعا من المتأخرين عسر جدا ، لأن ذلك لا يتأتى إلا بعد جمع الطرق وكثرة التفتيش وإنه ليس لهذا المتن سوى هذه الطريق الواحد ثم يكون في رواتها من هو متهم بالكذب إلى ما <ينضم إلى ذلك من قرائن كثيرة يقتضي للحافظ المتبحر الجزم بأن هذا الحديث كذب ،
ولهذا انتقد العلماء على الإمام أبي الفرج بن الجوزي في كتابه الموضوعات وتوسعه بالحكم بذلك على كثير من الأحاديث ليست بهذه المثابة ، فيها ما فيه ضعف يحتمل ويمكن <التمسك به في الترغيب
والترهيب وفيها ما هو حسن )
وصدق الله في قوله أن الحكم علي الحديث بالكذب عسر جدا ، فقارن بين هذا وبين هؤلاء الذين يسهل عليهم جدا الحكم علي الأحاديث بالكذب ، بل والأعجب من ذلك أن لديهم فعلا أسانيد ضعيفة أو علي الأقل ضعيفة جدا لهذه الأحاديث ومع ذلك يجازفون مجازفة <عجيبة بالحكم عليها بالكذب !
_ وهذا الحديث الذي معنا في هذا الجزء ورد علي الأقل من <ست طرق ، وفيها طريق ترقي إلي الحسن بذاتها أصلا وعلي التنزل تكون ضعيفة فقط .
لكن دعنا نقول أن كل الطرق الستة ضعيفة جدا ، فما زال اجتماع ست طرق ضعيفة جدا للحديث يخرجه عن درجة المتروك ويجعله ضعيفا فقط ، لكن ماذا تقول حين تعلو عليهم عداوتهم للصوفية الأكابر حتي وإن أفضت بهم لتكذيب <المحابر .
_ والحديث كذلك يشهد لمعناه حديث ( إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه فإنهم يُبعثون في أكفانهم ويتزاورون في أكفانهم ) ، وهو حديث حسن علي الأقل ، وقال عنه الإمام السيوطي في اللآلئ ( 2 / 440 ) ( الحديث حسن صحيح ، له <طرق كثيرة وشواهد استوعبتها في كتاب شرح الصدور )
وصدق الإمام السيوطي والحديث لا ينزل عن درجة الحسن ، <وسأفرده وطرقه في جزء آخر ، وهو شاهد لمعني الحديث الذي معنا ها هنا .
- Creator/s: د. عامر الحسيني
- Book Topics/Themes: القبور
Leave a Reply